موجة غضب شعبي في إيطاليا.. "نهر بشري" يجتاح المدن تضامناً مع فلسطين

موجة غضب شعبي في إيطاليا.. "نهر بشري" يجتاح المدن تضامناً مع فلسطين

شهدت المدن الإيطالية خلال الأيام الأخيرة مشهداً غير مسبوق من الحراك الشعبي، إذ خرج أكثر من مليون متظاهر إلى الشوارع تضامناً مع الشعب الفلسطيني واحتجاجاً على الدعم الذي تقدمه الحكومة الإيطالية لإسرائيل. 

ووصفت قناة "24 أورا" الإيطالية، اليوم الاثنين، المشهد بـ"النهر البشري"، في إشارة إلى الحجم الهائل للمظاهرات التي اجتاحت مدناً عدة، أبرزها روما وتورينو ونابولي وبولونيا.

تأتي هذه الاحتجاجات، وفق مراقبين، في سياق تصاعد الغضب الشعبي من السياسات الغربية تجاه الحرب على غزة، ورفضاً لما يعده الإيطاليون "صمتاً مريباً" من حكومتهم حيال ما يجري من مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين.

اشتباكات وتوترات ميدانية

استخدمت الشرطة الإيطالية خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين في بعض المناطق، ما أدى إلى وقوع مواجهات أسفرت عن إصابة 41 عنصراً من قوات الأمن منهم 35 شرطياً، واعتقال 11 شخصاً.

ورغم التوترات، حافظت غالبية المسيرات على طابعها السلمي، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات تطالب بوقف المجازر ورفع الحصار عن غزة، مؤكدين أن "السكوت على الجرائم الإسرائيلية خيانة للقيم الإنسانية التي قامت عليها أوروبا".

وفي العاصمة روما، تدفقت جموع المحتجين إلى الساحات والشوارع الرئيسية في مظاهرة ضخمة نظمتها اتحادات النقابات العمالية المستقلة بالتعاون مع منظمات طلابية وإنسانية. 

وقدّر المنظمون عدد المشاركين بنحو مليون شخص، جابوا الشوارع في أجواء من الحماس والتحدي، وسط لافتات كُتب عليها: "أوقفوا الإبادة في غزة" و "الحرية لفلسطين".

وأكد ممثلو النقابات أن هذه التعبئة تمثل "صرخة ضمير" من الشعب الإيطالي في وجه "التواطؤ الرسمي" مع إسرائيل، داعين الحكومة إلى وقف صفقات السلاح وقطع العلاقات العسكرية التي وصفوها بأنها "تلطّخ سمعة إيطاليا على حساب القيم الإنسانية".

تورينو.. مسيرات لا تهدأ

في مدينة تورينو، احتشد أكثر من 60 ألف متظاهر في مسيرات متواصلة امتدت لأكثر من 14 ساعة، حيث صدحت الهتافات الداعية إلى مقاطعة الشركات المتعاملة مع إسرائيل، وإلى استمرار الحراك الشعبي حتى تحقيق العدالة للفلسطينيين.

وشهدت المدينة بعض التوترات عندما حاولت قوات الأمن منع المتظاهرين من الاقتراب من جامعة البوليتكنيك ومقر شركة "ليوناردو" للصناعات العسكرية، التي تُتهم بالإسهام في تسليح إسرائيل. 

وأسفرت المواجهات المحدودة عن أضرار مادية طفيفة دون وقوع إصابات تذكر.

دعوات لمواصلة الحراك

أكد اتحادا النقابات العمالية SI Cobas وUSB في بيان مشترك أن التحركات الأخيرة جزء من سلسلة من الإضرابات الوطنية دعماً للمقاومة الفلسطينية، مشددين على أن "إيطاليا لا يمكن أن تبقى متفرجة على جرائم الإبادة في غزة".

وأعلن المنظمون عن تنظيم مظاهرات جديدة في السابع من أكتوبر، تزامناً مع ذكرى عملية "طوفان الأقصى"، في رسالة مفادها أن "الموجة لن تتوقف، وأن التضامن مع فلسطين سيظل مستمراً حتى رفع الحصار وإنهاء الاحتلال".

تأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه أوروبا انقساماً حاداً حول الموقف من الحرب على غزة. ففي حين تواصل بعض الحكومات دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل، تتزايد المظاهرات الشعبية التي تطالب بموقف أكثر إنصافاً تجاه الفلسطينيين، وخاصة بعد تقارير أممية وثّقت ارتفاع عدد الضحايا المدنيين وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية